المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٥

ممرضتنا الجميلة

في المركز الصحي الذي أعمل فيه بدأت تنتشر قضية الممرضة الجديدة.. أوبالأحرى "الممرضة الجميلة" كلما مررت بجماعة في المركز.. أسمع سيرتها، الأطباء.. و الممرضات و حتى المرضى، الكل كان يتحدث عنها، و يصف روعة جمالها.. لم أعِر ما سمعته عنها أي أهمية.. كنت مشغولا بالكم الهائل الذي أمامي من الأعمال المكتبية.. و ذات يوم، بينما أنا منهمك بأوراقي سمعتُ عذوبة ً تنطق: "السلام عليكم" رفعتُ رأسي و إذا بها حورية لم أرَ مثلها، كانت ترتدي البياض لم أجد نفسي إلا أَفِـزُ واقفًا أرد عليها السلام، سمعتُ بعض ضحكاتٍ و همساتٍ من زملائي ، و لكني لم أبالِ بهم، كيف لا أقف إجلالاً لهذا الجمال و هذه النعومة.. خرجَـت من عندنا و أنا لا أزال واقفـًا أخبروني بأنها هي الممرضة الجديدة عندها فقط أدركتُ لماذا كانت و لا تزال حديث الساعة في المركز الصحي. ترددت علينا مراتٍ عديدة في المكاتب لإنجاز بعض أعمالها ، كانت غاية ً في النشاط ، و غاية ً في الأدب ، و غاية ً في اللطافة ، و غاية ً في الجمال طبعـًا.. و لست أدري كيف اجتمع كل هذا الجمال في امرأةٍ واحدة. كانت بذرة إعجابي بها تكبر يومـًا بعد يوم اتصلت بي مرة ً...

كحيـــل العينين

حين دخلتُ حصة الاحتياط في ذلك الفصل .. ألقيت عليهم السلام و جلست ..لم تمض دقائق حتى جاءتني احدى الطالبات تشكو: "أستاذة.. علي يسقط أقلامي و يكتب في طاولتي" ناديت:علي فإذا بصبي يخرج رأسه من خلف زميله :نعم أستاذة كانت ملامحه البدوية قد كستها براءة لطيفة تخفي وراءها مشاكَسَةٌ مُزعجة..و طغى على هذه اللطافة عينان جميلتان كحيلتان.. كدت أبتسم إعجابا أمام هذه الخِلقَةِ الربانية الجميلة و لكني أخفيت إعجابي بنظرة حادة :لم فعلت هذا يا علي؟ صمت علي و هو يبتسم خجلا.. قلت : إذن.. ليس هنالك سبب سوى إثارة الفوضى. عندها طلبت منه أن يجمع أقلام زميلته و يمسح الخربشات التي كتبها على طاولتها.. انتهينا من علي الكحيل العينين.. و انتظرت أن تَرِدَ إِلَيَ قضية أخرى.. كم أكره حصص الاحتياط.. أن تتعامل مع ثلاثين طالبا لأول مرة شيء غاية في الصعوبة.. و مهارة إدارة حصص الفراغ لا أتقنها إلا مع طلابي. "أستاذة".. يا إلهي ، عدنا إلى المقاضاة.."نعم" -أستاذة.. علي يقول بأنه سيهرب من الحصة. علي ثانية! ناديت بغضب:علي.. تعال إلى هنا اقترب علي مني بخوف.. نظرت إليه فإذا بي أرى عن قرب إبداع الخالق في...

احم ِ قلبي يا ربي

أقتبس قصصي من مواقف تحدث حولي .. تفضلوا معي: ... حينما رأته تسارعت نبضات قلبها.. تسارعت وبشدة.. بشدة.. تـَــبـــــِــعَ ذلك آلام البطن التي اعتادتها حين تتوتر.. يا إلهي.. وساقيها أيضا لا تحتملان الوقوف.. مشت بسرعة إلى أقرب كرسي وجلست.. إنه يقترب ، ومعه أحد أصحابه.. تشاغلت بكتاب في يدها.. مـــرَ بجانبها وكأنه لا يراها .. لم يــُحَـدثها و لم يُــلقِ السلام حتى.. كيف يمكن أن يحادثها ومعه صاحبه! ابتعدا .. عندها فقط شعرت بالارتياح ، أسندت ظهرها إلى ظهر الكرسي ، نظرت إلى يديها، لا تزال أصابعها ترتجف، شعرت بالحرقة ودمعة ساخنة وَثــــَبَت إلى عينيها تكاد تفضحها لولا أنها تداركت الأمر. لم تكن تعرفه و لم تـُرِد أن تعرفه.. كانت فقط ترغب في أن تتعلم مهارة الخط العربي من عنده.. حيث أنه كان يقيم دورات مبسطة في أنواع الخطوط العربية في إطار الأنشطة الطلابية.. هما طالبا بكالوريوس سنة خامسة في الجامعة، وهي متزوجة من ثلاث سنوات، ومع ذلك قلبها لايزال يهتز في هكذا مواقف. عادت إلى بيتها.. إلى عائلتها الصغيرة التي تحبها.. جلست على الأريكة لترتاح من محاضرات الصباح، وإذا بصغيرها يأتي إليها يسابق الريح شوقا ل...