مضيعةُ وقت
كنتُ قد أنهيتُ شرب قهوتي و هَمَمتُ بالخروج ، حين دخَلَت بعباءتها الفيروزية المطرزة بالخرزات اللامعة، وضعَت نظارتها الشمسية على الطاولة، و طلبت ما طلبت من النادل، بدت لي فتاةً عشرينية مدللة، عَدَلتُ عن الخروج و أنا أراها تضع ساقًا على ساق، و تؤرجحُها للأمام و الخلف بينما تتفحص عيناها اللوحة الزيتية على الحائط المقابل لطاولتها، أسندتُ ظهري على ظهر مقعدي و أنا أحاول التظاهر بانتظار شخصٍ ما، في حين أن عينَيَّ كانت تتقاسَمُ النظَرات بين شاشة هاتفي، و الفتاة العشرينية، وضعتُ السماعات على أذني كَي لا أبدو كَمَن يتلصص عليها، أنزَلَت ساقها و انحنت بتأنٍّ على حقيبة يدها التي وضعتها بجانب قدمها، أخرجت كتابًا و شَرَعَت في القراءة، لم تنتبه للنادل و هو يضعُ كوب القهوة الحارَّة أمامها، تذكرتُ كتابي الذي بدأتُ بقراءته قبل أيام، لم أحضره اليوم ، ليس لأني نسيته، و إنما أردتُ أن أكون اليوم خفيفًا من كل شيء حتى من أفكاري، نظرتُ إلى اللوحة الزيتية، و الموسيقى تُطرِبُ سَمعي.. كنتُ قد قررت اليوم أن أتفرّغَ لمضيعة الوقت دون شعورٍ ضئيل بال...
تعليقات
إرسال تعليق