فضيلتي و الخطيئة





لستُ أدري لمَ كلماتُكَ تُغريني..
تُغريني في أن أشاكسك فيها ، حتى تأتي إليَ بالمزيد

بمزيدٍ من بوحِ خاطرك
بمزيدٍ من تلميحات الإعجاب
بمزيدٍ من الهذيان والهلوسة التي لا يفهمها غيري و غيرك..
و مزيدٍ من الخفقان ، و الشبع العاطفي.

لستُ آبه بمن حولي ، لا آبه إلا بقلبي النحيل المشتهي لإغراء الكلمات ،
و فيض المشاعر،
و من لا يشتهيها؟!
و من لا يشتهي الحب؟!
و مع ذلك كنت حذرة، كنت أخشى الحب،
حتى في غفلاتي ، حذرتُ منك..
حين تشبعتُ بخاطرتكَ قلتُ لك:
"أحببتها"
و على حين غرةٍ مني قلتَ لي:
" وأنا ؟"
صمتُ ..
و صمتت أنفاسي و دقات قلبي..
فضحكتَ أنت بأعلى صوتك، حتى خشيتُ عليكَ أن تنفجر..
أيها المجنون .. لا تفرح كثيرا
نعم .. أحببتُ خواطرك
و استمتعتُ بأحاديثك و مزاحك
و لكن لا تظن صمتي اعتراف بأني...

لا.. أنا لم أُحِبَك

كيف أحب رجلا من خلال الهاتف فقط؟
***


قلتَ لي ذات مرة :

" فلنكُفَ عن هذا ..
لقد مللت"
أوجعتني حينها ..فأنا لم أَمـَـل، و لم أكتفِ، كنتُ أرغبُ بالمزيد ، قلتُ لك:
" وخاطرتكَ الجديدة؟
أَلن تُسمِعَني إياها ؟ أنا أنتظرها منذ أيام."
فأجبت: " و ماذا ستُسمِعيني في المقابل ؟ "
حينها أدركت .. أن اكتفاءك مني هو حيلةٌ لترى مدى اهتمامي بك ، ومدى لهفتي إليك،
و لا يمكن أن أُجيبك بأني تعلقتُ بك و محتاجة إليك.. احتفظتُ بهذا لنفسي حتى لا نغرق أكثر،
و حين لم أُجِبك أنهيتَ المكالمة قائلا:
"تصبحين على خير."
" و أنت من أهل الخير" قلتُها و أنا أعتصر ألمًا، أغلقتُ هاتفي وبقيت في غرفتي أبكي،
كنتَ جافـًا ليلتها ، لأبعد الحدود كنتَ جافـًا..
جئتني في ضعفي ، و شدة حاجتي ، في عطَشي لقلب رجلٍ يضمني
و الآن .. تريد تركي و قد لونت حياتي و أبهجتها..



***

كل ليلةٍ ، بعد أن نُنهي حكاياتنا و هلوساتنا ،
أغلِقُ هاتفي ، و أناجي ربي
بأن تنتهي لعبتنا هذه بدون ألم..
كنتُ موقنة بأني تعلقت بك
و بِحـُـلوِ بوحك
و سُكَرِ حديثك..
و الأدهى .. أني تعلقت بعذب صوتك
و رنين ضحكاتك
و لطف همسك ،
و برغم كل هذا كنت أحذرك ، و أحذر خُبثَك .

كنتُ أناجي ربي بأن نتوقف .. فكلانا يعلم بأننا نسير في خطين متوازيين و لايمكن أن نلتقي.



***

أرسلتَ إليَ صورتك ذات مرة ، فحذفتها دون أن أدقق في تفاصيلها
ثم أرسلتُ إليك صورة قطةٍ متنمرة ،
فهاتفتني و أنت تغالب ضحكاتك :
" أ هذه صورتك؟ "
- نعم.. وهل كانت تلك صورتك؟
- نعم، هي صورتي
- لقد حذفتها .. لم أرها أصلا.
- لم؟ أليس لديك فضول لِأَن تعرفي شكلي؟
- لا أحب الاحتفاظ بصور الرجال.
فضحكتَ هازئــًا و مُعَيـرًا إياي : " و لكنكِ تحبين الاحتفاظ بأرقام هواتفهم."
لا أعلم كيف يجتمع خيري و شري معـًا في آن ،
لا أعلم كيف تجتمع فضيلتي مع خطيئتي ، فقط حين أحادثك.
لقد كنتَ محقـًا تمامًا.

تُرى.. ألا تشعر بضميرك يلسعك ، ويؤنبك؟
لم أنا كذلك ؟
كل ليلةٍ يوبخني ضميري
و كل صباحٍ أستيقظ عليه.


***

كنت أستمتع كثيرا بمهاتفاتنا الليلية ، و ألوم نفسي كثيرا جدا لاستمراري في هذه اللعبة،
و حين رغبتَ أنت في أن نتوقف، لم أكن لِأَلومك
و لكن حزنا كبيرا اعتراني،
و هَمـًا ثقيلا انزاح عن قلبي.


بعدها بأسابيع ، أرسلتَ إليَ تذكرني بنفسك ، خشية أن أكون قد نسيتك مثلا..
وكيف لي أن أنساك؟
أرسلتَ إلي خاطرتك التي حرمتني منها ،
أرسلتها في " تسجيل صوتي" بصوتك، سمعتها ، و انهارَ كلُ جَلَـدي..
فبعثتُ إليك أستعطفك:
" أرجووووك.. قلبي تَهَتك،
فلا تجعله يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديك"
- ألم تشتاقي إلي؟ لقد اشتقتُ إليكِ.
- لقد تعبتُ من لعبتنا هذه.
قلتَ لي بكل ثقة: " لا بأس ، سأتركك ، و لكنك سَتَحِنين إلي، و أنتِ من سيعود"
- شكرا.
نعم .. شكرا .. شكرا لأنك تركتني
شكرا لأنك لم تعاود التواصل معي
شكرا لأنك حتى يومي هذا لم تعُـد إلي، وتركتني في حال سبيلي.

تمنيتُ أن أكرهك حتى أنساك
و لكني عييت
فقط .. ناجيتُ ربي بأن يثبتني و يهديني..
و يهديك معي
و لا أظن بأن رجلا من بعدك سيُنسيني أول تجربة للعبتنا الهاتفية ، و آخرتجربة لي،
لذا كثفتُ الدعاء بأن ألقاك قريبا،
ليس في دنيا حقيرة، و إنما في جنة.
انتهت،،

تم نشر هذه القصة في المنتدى التربوي
بتاريخ 13/12/2014


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مضيعةُ وقت