خلفَ جدارِ رَحِمِها
هذه القصة إهداء إلى مولودي القادم.. ها أنا بدأت أكبر بينما ألتصق برحم أمي، أستطيع الآن أن أسمع الأصوات بالخارج ، لا أعلم من هم عائلتي، و لكني من بين كل الأشياء الغريبة في الخارج عرفت أمي، أحب صوتها ، إنه يجعل الدم يتدفق في جسدي ليدغدغني بدفئه ، و يجعلني أكبر أكثر و أصبح أقوى، و لمساتها.. ماذا أقول عنها؟ إنها الحياة ذاتها، أدفع بقوتي الضئيلة جسدي النحيل لأَدورَ داخل هذا المحيط الصغير فتنتبه لوجودي، لتمسح بيديها علي من الخارج ، كم أحببتُ هذا فَـكَررتُه مرارًا . اليوم، كان مختلفًا ، لم أسمع صوت أمي ، و لم أشعر بدفئها ، ربما هي نائمة، غفوتُ قليلا على جدار رحمها منتظرًا أن توقظني بترنيمتها العذبة، استيقظتُ فجأة على صراخٍ و بكاء: " تعبت ، تعبت ، لا أريده، خلصني منه ، لا أريده " إنها أمي، إنها تتألم ، من هذا الذي يزعجها؟ كانت هناك همهمات أخرى لا أعيها ، عادت أمي للصراخ ثانية " لا أحتمل كل هذه الأعباء مع وجود طفلٍ في أحشائي" ثم استسلمت للبكاء ، و أنا ، بقيتُ ساكنًا أرتعش في مكاني! أمي لا تريدني ، لا ترغب برؤيتي ، و لكني أحبها ، أحبها جدًا، و ...