"الله لا يفرق بينا"
دائما ظننت أن كوني "صبيا" يمنحني امتيازات لا تُمنح لأخواتي الثلاث، حتى حين انفصل والِـدَيَ، كنت أظن أن "ذكورتي" هي من أعطتني صلاحية البقاء مع أبي دون أخواتي. و رغم ابتعادي عن والدتي و أخواتي، إلا أني كنت أعتز بنفسي، فأنا الابن الوحيد الذي سيحتفظ به والدي مهما كانت خلافاته مع أمي. غير أن شدته معي و صرامته، كانا يبعثران اعتزازي، لم أكن أدرك لمَ يحتفظ بي في حين أنه لا يستطيع احتمالي معه. جئته ذات نهار أطلب منه زيارة أمي و شقيقاتي.. كاد أن يفترسني، فلزمتُ الصمت، حتى عمتي – زوجة أبي – لم تكن عونًا لي، إلا أنها كانت أرحم بي منه. ظللتُ مع أبي شهور عديدة دون أن أرى أمي أو أُحادثها عبر الهاتف، كنت أشعر بالخمول.. أو هو الشوق و الحنين لوالدتي، فإذا بأبي يدخل للبيت يجُـرُ دراجتين هوائيتين.. تهلل وجهي .. أسرعت إليه لأنتقي من بين الدراجتين، فَــنَهَرَني: "ليست لك ..إنها لأَخَوَيك" أخَـوَي من عمتي.. كان لهما الحق في امتلاك دراجة هوائية لأنهما صغيران، بينما كان عليَ أن أراقبهما و أهتم بهما لأني كما يقول أبي كبرت على هذه الألعاب، فبلوغ الثامنة يعني...