لَــهـفَــة
كان على يقين أنها ستأتي ، انتظرها بشغف، تُحبُه .. بالتأكيد هي كذلك ، حسنًا .. إن لم يكن كذلك ، فهي تُكِنُ له المودة بِسخاء، بدأَ يرسم سيناريو وصولها: حين تصل .. سيتظاهر أنه لم ينتبه لوجودها، سيتشاغلُ بأي شيءٍ عنها، يريد أن يرى اللهفة في عينيها. طالت لحظات انتظاره، ربما ازدحام الطريق يؤخرها، لا بأس.. هو غير مشغولٍ الآن، سينتظرُ بعد.. و حين سينظر إلى عينيها ، سيُخفي كل اشتياقه ، سيوهمها كيف أنه لم يُـبالِ كثيرًا بقرارها في التوقف عن ملاحقته و الكتابة له، " ههههه" .. ضحك بكبرياء، سيُريها شموخَهُ بها أو بدونها، نظَر إلى ساعته، مَرت أكثر من ساعتين و هو يحيكُ هذا السيناريو، يُضيفُ عليه ، أو يشطِبُ منه، قام من كرسيه يَتَلَفت، " لعلها لم تعرف المكان، أو ربما لم تَرَني ، غير معقولٍ أنها تكابرو لن تأتي لرؤيتي، إنها أضعفُ من أن تُفَوتَ علينا فرصة اللقاء" و لكنها .. مع ذلك.. لم تظهر حتى تلك اللحظة، عاد ليجلس على كرسيه مُحبَطًا، تداركَ مشاعِرَه ، لم يكُن هنالكَ ملهوفٌ غيرُه ، و لم يكن هنالك مكابرٌ غيره ، حين أبدت اهتمامها به ،تَشامخَ عليها ففقدها. .